الجمعة، 23 مارس 2018

اشلونك - شلونك

وردني سؤال عن  أصل كلمة (اشلونك) وتكتب إيضا (شلونك)يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن هذه اللفظة  لفظة دارجة وهي مأخوذه من "ايش لونك"
ولفظة (ايش) هي من "أي شيء".
والمعروف أن لون الإنسان انعكاس حقيقي لحالته الصحية والنفسية ، فإن كان لون بشرته أحمرا او موردا  كان ذلك دليل على تمام صحته أما لو كان لونه ازرق فهذا لون له دلالة خطيرة جدا ويدل على قلة الأكسجين في دم الأنسان بسبب خلل في وظائف الرئة أو القلب . كذلك اللون الأصفر والذي يدل على أضطراب في تعامل الجسم مع مادة الصفراء الكبدية

أطباء الأطفال في كافة أنحاء العالم تعودوا على وصف لون الطفل أثناء فحص الطفل فنجدهم يقولون أن لونه :
أما  مورد  pink
أو أزرق  blue
أو  أصفر  yellow

أقول والحكم على صحة الأنسان من خلال (لونه) ليست بالأمر الجديد فالمستشفيات الأسلامية في عصور الخلافة كانت تسمى (بيمارستنات) ومفردها (بيمارستان) واللفظة بحسب العطيات أنما هي من (بي) وهي أداة النفي باللغة الفارسية و لفظة (مار) وتعني (دم الخد)  ويستعملونها للدلالة على الصحة والشباب و لفظة (ستان) وتعني مكان أي أن لفظة (بيمارستان) تعنى حرفيا (مكان من لا دم في خديه) أي الشاحب والمعروف من ان الشحوب هو وصف عام  يدل على صحة الأنسان البدنية والنفسية.


أما من يقول بأن ظهور اللفظة (اشلونك) أو (شلونك) ارتبطت بالطاعون الذي قيل أنه ضرب بغداد في القرن السابع عشر وأن ذلك المرض  يتدرج في 3 ألوان ، اللون الأول والثاني فيها أمل بشفاء المصاب أما اللون الثالث فهو دليل الهلاك فلا دليل صحيح على ذلك.

الصورة : بيمارستان (مستشفى) عثماني في منطقة  تبوك عام 1918 ميلادي

خالصة

كان للرشيد جارية أسمها (خالصة) وبالرغم من دمامتها الواضحة الا أنها كانت أثيرة  لديه. وذات مرة ، دخل عليه أبو نواس ، وكانت الجارية جالسة عنده وعليها من الجواهر والدرر ما يخطف الأبصار ومدحه بأبيات بليغة يتكسب بها ، فلم يلتفت الرشيد إليه ، فوقع ذلك في نفس أبي نواس وغادر من عند الرشيد مستاءا وكتب على باب  القصرعند خروجه  :
لقد ضاع شعري على بابكم ......... كما ضاع در على خالصة
ولما نمى للرشيد ما كتبه أبو نواس على باب القصر، غضب لذلك غضبا شديدا وأرسل على الفور في طلبه. وحينما أدرك أبو نواس الباب محا الجزء السفلي من حرف العين (ع) ليصبح همزة (ء) ودخل مسرعا على الخليفة ولما وقف بين يديه!

قال له : ماذا كتبت على الباب ؟ 
قال : لقد كتبت  :
لقد ضاء شعري على بابكم ........... كما ضاء در على خالصة
فلما وقف الخليفة بالباب وقرأ البيت ضحك وتعجب من فطنة وذكاء أبي نواس وسرعة بديهته فعفا عنه وأمر له بجائزة
 فقال أحد الحضور : هذا بيت شعر قُلعت عيناهُ فأبصر.