فأما (الشماغ) فهو
قطعة مربعة من القماش وتأتي نقشتها بألوان سوداء او حمراء قلت وهذا الشماغ
قديم يعود إلى حوالي 3500 سنة قبل الميلاد حيث يظهر نحتا للملك الأكادي
(كوديا) وهو يعتمر عِمامة يسميها العراقيون في الوقت الحاضر (جراوية)
وأصبحت منذ ذلك الوقت وحتى عصرنا الحاضر من ألبسة أهل العراق وخصوصا في
الأرياف أما في بادية العراق فأنهم يقومون بطيّها لتكون مثلثة الشكل فينسدل
أطرافها على أكتافهم.
أما ما أسمعه و أقرأه من أن (الشماغ) كان
يلبسه أنجليزي مشتشرق كان يهيم في الصحراء العربية وأسمه (شوماقر) ومنه
أخذ الشماغ أسمه فاقول هذا كلام غير صحيح لأن لفظ شماغ مأخوذ من اللفظة
العثمانية القديمة (يشماغ) وتعني حرفيا غطاء الرأس.
وأما قولهم بأن الأنجليزي الجنرال غلوب باشا هو من جلب الشماغ أثناء
تأسيس أمارة شرقي الأردن (أصبحت فيما بعد المملكة الأردنية الهاشمية) فهذا
أيضا من الوهم لأن الشماغ كان يستعمله أبناء البادية قبل غلوب باشا وهناك
صور قديمة تعود إلى أكثر من 100 سنة قبل قدوم غلوب وتأسيسه لجيش البادية
(اصبح فيما بعد الجيش العربي).
وأما من قول البعض أن الشماغ لم يكن في الأصل الا غطاء للموائد
الأنجليزية فاقول هناك فرق كبير بينهما لا يكاد يخفى على العين ويبدو ان
الأمر أختلط على البعض لأن الشماغ الجيد الصنع كان يجلب من مصانع أنجليزية.
وعلي قبل ان أختم أن اشير إلى لباس آخر للرأس وهو (غترة) ويقول الدكتور
محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الغترة كانت من الألبسة المعروفة في
أيام الدولة العثمانية وأول ذكر لها كان في أواخر الخلافة العباسية وكانت
تسمى حينها (جتر) وجاء في وصفها أنها قماش أبيض يضعه السلطان على رأسه
ليتقي به حرارة الشمس.
وأما الغبانة فهي أيضا من أغطية الرأس الرجالية وأصلها من الهند وأما
أسمها (غبانة) فهو من اللغة التركية (ağabani) (اغباني) وتعني النسيج
الأبيض الفاخر ذلك النسيج الذي يطرز بخيوط لونها بلون الزعفران لتأخذ
شكلها النهائي ووجود الغبانة في الحجاز قديم ولقد رأيت صورا قديمة لأعيان
الحجاز وهم يرتدون الغبانة. ولقد أثار البعض -وللأسف- موضوع الغبانة
وجعلوها محل جدل لا ينتهي وخصوصا في ما يتعلق بهوية الحجاز أما أنا فأقول
بقيت الغبانة من الألبسة الحجازية القديمة ولا مجال ولا حتى من داع لأثارة
أمرها.