(فرهاد) و (خسرو) و (شيرين) أسماء لثلاث شخصيات معروفة في تاريخ بلاد فارس وآدابها.
كان (فرهاد) نحاتا ونقاشا ماهرا وذات يوم دعي ليقوم ببعض الأعمال في قصر الأميرة (شيرين) وأثناء عمله وقعت عيناه على الأميرة فأحبها على الفور وتمكنت من قلبه وتعلق بها وأخذ بكل طريقة ليتردد على بيت المحبوبة فعلم الأمير الساساني (خسرو) والذي كان قد رغب بالأقتران بـ(شيرين) ولكي يصرفه ويبعده عنها طلب الأمير (خسرو) من فرهاد أن يذهب إلى جبل (بيستون) في ناحية (كرمانشاه) البعيدة وأن ينحت على صفحته صورا للأمير وأن ينقش شيئا من سيرة ملوك ساسان ووعده أن أتم هذا العمل الشاق أن يزوجه بشيرين ففرح (فرهاد) فرحا شديدا بهذا الوعد العظيم وفور وصوله للجبل قام (فرهاد) بقطع واجهة جبل (بيستون) ومع كل ضربة من فأسه كان (فرهاد) يردد أسم (شيرين) كان بعد ان هيأ صفحة الجبل وقبل أن يشرع في التصوير والنقش أتاه رسول على عجل ليقول له : (فرهاد) يا من أمضيت شهورا دون كلل ولا ملل وأنت تقطع وتنحت وتهيء صفحة الجبل ، يؤسفني أن أخبرك أن الأميرة (شيرين) قضت نحبها قبل أيام بسبب مرض خاطف ألّم بها.
توقف (فرهاد) عن العمل وصعد جبل (بيستون) ثم القى بنفسه ليلقى حتفه على الفور.
تبين فيما بعد أن خبر وفاة (شيرين) ما هو الا خبر كاذب أطلقه الأمير (خسرو) ليتخلص من (فرهاد).
وأنتهى الأمر بزواج الأمير (خسرو) بشيرين
المتصوف الكبير جلال الدين البلخي الرومي أتى على ذكر وفاء (فرهاد) في الحب حيث قال :
ای دل تو که زیبایی شیرین شو از آن خسرو
ور خسرو شیرینی در عشق چو فرهادآ
(يا قلب شيرين الجميلة ،
كن مُلكا لخسرو
كن لخسرو شيرين ،
وأقبل على العشق كما فعل فرهاد)
والبيت ورد في قصيدة بديعة مطلعها يقول :
شاد آمدی ای مه رو ، ای شادی جان شادآ
تا بود چنین بودی ، تا باد چنان بادآ
(أتيت سعيدا يا وجه القمر ،
يا سعادة الروح أقبل
أما وقد كان ما كان ،
فليكن ما يكون)
أما الشاعر الفارسي الكبير (نظامی گنجوی) (1141-1209 ميلادي) فقد وضع قصة (شيرين) و(فرهاد) في قصة شعرية بلغ عدد أبياتها 6000 بيتا ضمن كتابه (پنج غنج) (الكنوز الخمس) بدأها بقوله :
چنین گفت آن سخن گوی کهن زاد
که بودش داستانهای کهن یاد
(قولا قديما قد سمعته فنظمته ،
لقصة رائعة لتكون ذكرى للأجيال)
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أسم (فرهاد) أرتبط في الأدب الفارسي القديم والحديث بمعان العزيمة والوفاء كما أن جبل (بيستون) أصبح من ذلك اليوم مزارا للعشاق والأحباء حيث دفن (فرهاد) في كوّة في المكان الذي القى بنفسه منه ويعتقد العطيات أن القصة حقيقية وليست من ضرب الخيال.
فوائد لغوية من اللغة الفارسية:
* خسرو : أسم فارسي قديم لا يزال قيد الأستعمال ومعناه "طيب الذكِر" وفي العربية يكتب ويلفظ على نحو (كسرى) وخسرو المذكور في هذه هو كسرى الثاني 590-628 ميلادي
* فرهاد : أسم فارسي ومعناه "المسنّ" (أي الحجر الذي يسّن به)
* شيرين : من الأسماء الفارسية الشائعة ومعناه "الحلوة"
كان (فرهاد) نحاتا ونقاشا ماهرا وذات يوم دعي ليقوم ببعض الأعمال في قصر الأميرة (شيرين) وأثناء عمله وقعت عيناه على الأميرة فأحبها على الفور وتمكنت من قلبه وتعلق بها وأخذ بكل طريقة ليتردد على بيت المحبوبة فعلم الأمير الساساني (خسرو) والذي كان قد رغب بالأقتران بـ(شيرين) ولكي يصرفه ويبعده عنها طلب الأمير (خسرو) من فرهاد أن يذهب إلى جبل (بيستون) في ناحية (كرمانشاه) البعيدة وأن ينحت على صفحته صورا للأمير وأن ينقش شيئا من سيرة ملوك ساسان ووعده أن أتم هذا العمل الشاق أن يزوجه بشيرين ففرح (فرهاد) فرحا شديدا بهذا الوعد العظيم وفور وصوله للجبل قام (فرهاد) بقطع واجهة جبل (بيستون) ومع كل ضربة من فأسه كان (فرهاد) يردد أسم (شيرين) كان بعد ان هيأ صفحة الجبل وقبل أن يشرع في التصوير والنقش أتاه رسول على عجل ليقول له : (فرهاد) يا من أمضيت شهورا دون كلل ولا ملل وأنت تقطع وتنحت وتهيء صفحة الجبل ، يؤسفني أن أخبرك أن الأميرة (شيرين) قضت نحبها قبل أيام بسبب مرض خاطف ألّم بها.
توقف (فرهاد) عن العمل وصعد جبل (بيستون) ثم القى بنفسه ليلقى حتفه على الفور.
تبين فيما بعد أن خبر وفاة (شيرين) ما هو الا خبر كاذب أطلقه الأمير (خسرو) ليتخلص من (فرهاد).
وأنتهى الأمر بزواج الأمير (خسرو) بشيرين
المتصوف الكبير جلال الدين البلخي الرومي أتى على ذكر وفاء (فرهاد) في الحب حيث قال :
ای دل تو که زیبایی شیرین شو از آن خسرو
ور خسرو شیرینی در عشق چو فرهادآ
(يا قلب شيرين الجميلة ،
كن مُلكا لخسرو
كن لخسرو شيرين ،
وأقبل على العشق كما فعل فرهاد)
والبيت ورد في قصيدة بديعة مطلعها يقول :
شاد آمدی ای مه رو ، ای شادی جان شادآ
تا بود چنین بودی ، تا باد چنان بادآ
(أتيت سعيدا يا وجه القمر ،
يا سعادة الروح أقبل
أما وقد كان ما كان ،
فليكن ما يكون)
أما الشاعر الفارسي الكبير (نظامی گنجوی) (1141-1209 ميلادي) فقد وضع قصة (شيرين) و(فرهاد) في قصة شعرية بلغ عدد أبياتها 6000 بيتا ضمن كتابه (پنج غنج) (الكنوز الخمس) بدأها بقوله :
چنین گفت آن سخن گوی کهن زاد
که بودش داستانهای کهن یاد
(قولا قديما قد سمعته فنظمته ،
لقصة رائعة لتكون ذكرى للأجيال)
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أسم (فرهاد) أرتبط في الأدب الفارسي القديم والحديث بمعان العزيمة والوفاء كما أن جبل (بيستون) أصبح من ذلك اليوم مزارا للعشاق والأحباء حيث دفن (فرهاد) في كوّة في المكان الذي القى بنفسه منه ويعتقد العطيات أن القصة حقيقية وليست من ضرب الخيال.
فوائد لغوية من اللغة الفارسية:
* خسرو : أسم فارسي قديم لا يزال قيد الأستعمال ومعناه "طيب الذكِر" وفي العربية يكتب ويلفظ على نحو (كسرى) وخسرو المذكور في هذه هو كسرى الثاني 590-628 ميلادي
* فرهاد : أسم فارسي ومعناه "المسنّ" (أي الحجر الذي يسّن به)
* شيرين : من الأسماء الفارسية الشائعة ومعناه "الحلوة"