شباط
يعتبر شهر شباط هو آخر أشهر الشتاء
وفيه أيام يشتد فيها البرد والجوع بدرجة كبيرة ومن الأمثلة التي سمعتها في صغري قولهم "هذا شباط ما فيه التباط
غير القدر والسواط" والالتباط هو كناية عن الحركة الدؤبة والنشاط بما فيها الزيارات اما السواط فهو عود غليظ وقوي تحرك به العصيدة
وفي شباط نجد "السعودات الأربع" نسبة الى شاب إسمه "سعد"
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي ان قصة الشاب سعد هي من الموروث القصصي في شمال المملكة حيث يشتد البرد و تهب رياح الشتاء العاتية وتهطل الثلوج . فمن هو ذلك الشاب المغرور سعد
يحكى ان الشاب (سعد) قرر ذات يوم أن يزور أخواله في الشمال وبالرغم من نصيحة جدّه بأن التوقيت غير مناسب وعليه أن يؤجل زيارته حتى يحل هلال جديد لكن الشاب(سعد) ركب رأسه فهو شاب قوي وناقته مأمونة وكانت أنطلاقتة في أول شباط والمعروف أن الإبل تقطع مسافة 30 كيلو مترا في اليوم والمسافة الى الشمال بعيدة وتأخذ حوالي 40 ليلة ومع إصرار (سعد) ، نصحه جده بأن يأخذ كفايته من الحطب والزاد وان لا ينسى بان يأخذ الفروة الثقيلة لانها الوحيدة القادرة على تدفئته خلال موجة أخرى قادمة من البرد الشديد لكن الشاب (سعد) المغرور والمزهو بقوتة وشبابه لم يأخذ بهذه النصائح بل و ركب راحلته ومعه اليسير من المؤنة.
سعد ذابح
وبعد مسيرة بسيطة نحو الشمال هبت على (سعد) الرياح الباردة العاتية فتوقف عن المسير فأخذ يبحث عن الدفء فلم يجده فلا حطب في متناول اليد واشتد عليه الجوع وحاصره البرد ونفذت مؤنته البسيطة فما كان من بد من (ذبح) ناقته والاختباء في جوفها والأكل من جوفها كما يفعل الاسكيمو (سكان القطب المتجمد)
سعد بلع
اخذ سعد (يبلع) ما تيسر له من الأعضاء الرخوة و مختبأ في جوف الناقة واستمر في ذلك على نحو 10 ليال لايكاد يبرح جوفها من شدة البرد وتهاطل الثلوج.
سعد السعود
وبعد حوالي 10 ليال وهو في جوف الناقة هدأت رياح الشتاء العاتية شيئا فشيئا فخرج سعد (سعيدا) من مخبئه وواصل رحلته لعشرة ليال أخرى فيكون بذلك امضى حوالي 30 ليلة من انطلاقتة المتعثرة
سعد خبايا
وفي أثناء مسيرته شاهد سعد خروج بعض الحيايا والعقارب والحيوانات الصغيرة والتي كانت في سبات شتوي فحرارة الجو اخرجت كل هذه ال(خبايا)
ومن الامثال الشامية قولهم
"في سعد الخبايا تخرج الحيايا وتتمختر الصبايا"