وردني سؤال من قارئة كريمة من الأمارات العربية المتحدة أرفقت بها قصيدة نبطية أماراتية وتسأل عن معاني بعض الألفاظ التي وردت فيها.
وفي البداية أود أن أشكر القارئة الكريمة على ثنائها على المدونة وعن سؤالك عن تخصصي فأنا طبيب أطفال.
تفسير الكلمات وشرح الأبيات
عزي لقلب لدّه الوّد
يمسي وينوح ودوم ميهود
أصل (اللد) هو جانب الرقبة ولده أي جعله ينحرف برقبته نحوه
الشاعر يعزي قلبه الذي لدّه الوّد (الحب) ويجعله ينصرف إليه فهو يمسي كل ليله وهو ينوح ودائما ميهود (مجهود : اي مُجهد و مُتعب)
....
عن الشراب وقوته مصد
وينوح يوم العالم رقود
بسبب الوّد (الحب) أصبح القلب مصد (أي منصرفا) عن القوت (أي الطعام من أكل وشرب)
....
ما يدري إن الود ييهد
يدعي قوي الحيل مبيود
ما كان قلبي يعلم أن الود (الحب) ييهد (يجهد) القلب ويتعبه. يدعي يجعل . مبيود غير قادر على النهوض واللفظة في أصلها كانت وصفا للجمل يحملون عليه حملا فوق طاقته فلا يكاد ينهض به
....
كم قلت له رد وعصا يرد
وش حيلتي في قلبن عنود
قلبي كلما قلت له رد (أي عد من أمر العودة) عصا يرد (رفض العودة)
....
لي غظت الدلهين ييهد
ويهيظ في ذعذع النود
لي (أذا) غظت (غفت و نامت) الدلهين (مفردها داله) وهو خالي البال ، ييهد (يجهد) . و يهيظ (يعاوده) أصله من الهيض وهو أنتكاسة المرض بعد الشفاء و كسر العظم بعد الجبر يكون أشد مايكون) . ذعذغ (هبوب الرياح اللطيف) . النود هي الرياح
فحينما تنام عيون خُلاة البال يبدأ قلبي في المشقة والتعب ويعاوده ذلك اذا هبت الرياح اللطيفة فهي تثير شجونه لأنها تذكره بمحبوبته..
....
وتفيض عبراته على الخد
فيض اليوابي وقت الورود
يوابي (مفردها -يابية- وهي القربة الضخمة)
يقول الشاعر أن عبراته تفيض على خديه كما تفيض القرب الضخمة وقت الورود (أتيان الماء) حيث يحرص السقاة على ملء القرب حتى تفيض.
....
ويطير من العينين الاثمد
وادعى المدامع من البجي سود
أن عبراته التي لا تكاد تتوقف تزيل الأثمد (الكحل) و تجعل المدامع من البكي سود
....
يبجي على المحبوب المود
بجي اليتامى عند اليدود
أنه يبكي على المحبوب المود (صاحب الحب الصادق) كما يبكي اليتامى عند اليدود (أي صاحب الجود)
....
قلبي بحب صخيب الخد
هايم هيام ماله بلود
قلبي يحب صخيّب الخد (الصخيب : الرقيق الناعم) وهو فيه هايم هيام ما له بلود(أي حدود)
....
ام ما هويت سألوني أي حد
عن عين عذالي والحسود
أنا لا أخبر بمن هويت أي أحد لأني أجعل من هويت بعيدا عن العذال والحساد
....
ربحان يا اللي يكتم السّد
يلقى غزير السد بسعود
هذا بيت حكمة
السّد هو "السّر الدفين" حيث يجعل الأنسان قلبه "سدا" منيعا لذلك السّر فلا يطلع عليه أحدا فالمود (المحب) الصادق يكتم أسرار وده (حبه) على الدوام
....
ليت المحبه تنقل الرد
وتييب من الاحباب مردود
يتمنى الشاعر أن المحبة (الأحباب) تنقل الرد (الجواب) و تييب (تجيب) من الأحباب مردود (الرد)
....
ان كان بطرش و بفند
سلام للمحبوب مفنود
أذا بطرش -أي أن بعثت "بطارش" وهو المرسول يركب "الطرش" وهي الإبل. و بنفند (أي أخصّ) فواجب علي أن أخصّ محبوبي بسلام مفنود (أي مخصوص)
وفي الختام أكرر ترحيبي بأسئلة قراء مدونة (لغويات العطيات) اللغوية على البريد الآلي (تجدوه في وصف المدونة)
======================