الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

دستور بين لغتين

(دستور) كلمة فارسية وأصلها مجموعة أنظمة وتعليمات كان الفرس يكتبونها على رقاع ثم يستنسخون منها فهي بمثابة المرجع الذي يحتكم إليه ولقد برع الفرس في وضع الدساتير حيث شملت جميع  مرافق الحياة  اليومية في بلاد فارس.
والثابت تاريخيا أن أول من أتخذ الدساتير (جمع دستور) في الأسلام هو سيدنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن جميع الصحابه ومن تبعهم بأحسان إلى يوم الدين. وبقيت كلمة (دستور) الفارسية قيد الأستعمال حتى عصرنا الحاضر فنقول أن (دستور) مملكتنا الغالية يقوم على كتاب الله والصحيح من سنة نبيه عليه السلام  


أما كلمة (دستور) التركية فلها معنى مختلف تماما عن كلمة (دستور) الفارسية .
(دستور) التركية تعني : عذرا، أعذرني ، سامحني ، أسمح لي   ،
وفي هذا المعنى وردت كلمة (دستور) في قصيدة جميلة للشاعر الأمير خالد الفيصل نظمها وهو في ريعان شبابه حيث قال:
(دستور) يا السَّاحل الغربــي .... فلَّيت في بحرك شراعـي
يا موج هــــوَّن عـــلى قلبـي .... داعـيه مـن شـطَّكم  داعي
 

وقوله (فليت) أي أطلقت شراعي مستعدا للأبحار وفي قوله كناية لطيفة لأنه وكما يقول لنا علماء الأجتماع أن من يعيشون على سواحل البحار هم أكثر الشعوب ترحيبا وملاطفة وقبولا للغرباء بعكس أهل الصحراء والذين فرضت عليهم حياتهم القاسية التوجس من الغرباء.
ودعى الفيصل أمواج البحر الهادرة أن تتلطف به فهو أبن الصحراء وتجربة الأبحار عليه جديدة وطارئة فهو أنما لبى نداء أقوى العواطف البشرية الا وهو (الحب) .