الثلاثاء، 20 فبراير 2018

دادا

(دادا) لفظة عراقية معروفة وهي من تعابير اللطف في اللهجة العراقية الدارجة ولا زالت قيد الأستعمال حتى وقتنا الحاضر
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن (دادا) متحولة من (داد-ادا) وفي اللغة الأكادية وهي من لغات بلاد ما بين النهرين القديمة نجد أن (داد) معناه الأصلي (الأب) ثم تطور معنى الكلمة ليعني  (المحبوب) ، أما لفظة (ادا) فهي لفظة تطلق على الأقرباء من جهة الأب أي أن اللفظة الكاملة (داد-ادا) أي (دادا) تعني الأحبة ، الأحباب. (ينقر على الرسمة المرفقة لتكبيرها)
ومن التراث العراقي قولهم :
يامه أنطيني تفنكتي .... (دادا) أعطيني رختي
لاطلع لتل البنات ........واصيد أنا وبختي

معاني بعض الكلمات:
أنطيني : أعطيني بلهجة أهل الموصل-العراق
تفنك : هو حزام جلدي توضع فيه طلقات البندقية  والكلمة عثمانية
دادا : محبوب ، محبوبتي  ، وتطلق على الجدة ايضا (لأنها محبوبة الأسرة)
رخت : أسم بندقية ألمانية (Richit) جلبت للعراق في بداية القرن 19
تل البنات : مكان معروف قرب جبال سنجار في محافظة نينوى -الموصل
بخت : حظ ، نصيب ، والكلمة فارسية   


فائدة لغوية:
أسمعهم يقولون في اللغة الأنجليزية لفظة داد (dad) بمعنى الأب وذهب علماء اللغة الأنجليز الكبار مؤلفوا قاموس (مريام-ويبستر) الى أن لفظة (dad) رصدت أول  أستعمال لغوي لها في الأدبيات الأنجليزية كان حوالي  1540 ميلادي  وقالوا أن معناها :  probably baby talk   أي أنها لفظة من كلام الأطفال الصغار 
يقول العطيات و تفسير (مريام-ويبستر) تفسير شنيع وغير صحيح لان (dad) الأنجليزية أنما أصلها من كلمة (داد) الأكادية والتي تعني في أصلها معنى (الأب) تم أتسع معناها ليشمل معناها (المحبوب)





الاثنين، 19 فبراير 2018

محوت

وردني سؤال من قاريء كريم للمدونة يسأل عن معنى (ظبية محوت) وأرفق قصيدة نبطية للشاعر الخاطري وهو شاعر أماراتي.


(محوت) هي إحدى ولايات سلطنة عُمان الشقيقة وتتبع المنطقة الوسطى . يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن منطقة (محوت) لعبت دورا كبيرا في التجارة بسبب موقعها الأستراتيجي حيث تطل مباشرة على بحر العرب وعليه فقد تردد عليها الكثير من أبناء الخليج وخصوصا من منطقتي دبي وأبوظبي (قبل قيام الأتحاد) حيث وفرت (محوت) مصدر رزق لهم وكانت سوقا رائجة لبيع الإبل وكانت منطقة (محوت) أيضا مشهورة بوجود قطعان المها العربي (الوضيحي)  وهذا بيت القصيد.
قال محمد بن عبدالله الخاطري  
قلوبنا يا ظبية (محوت)
شبّت من الأشواق ضيّان
 محوت : ولاية من ولايات سلطنة عُمان

 ضيّان : نيران ، مفردها (ضي)

والصدر كنّه وسط تابوت 
شوق وعنا وضيقه وحرمان
 

يا شبه ريم ذيّره صوت
أسعف محب فيك هيمان
ريم : نوع من الغزلان معروف بسرعة جفوله ، ذيّره : أفزعه


وأتلاحقه من قبل لايفوت
ما في البعد والصد ربحان
أتلاحقه : أدركه قبل فوات الآوان


ثم أخذ يصف ما ظهر من البرقع العماني وهو برقع يظهر العيون والخدود والبرقع ينتشر في جنوب إيران ويختلف كثيرا عن البرقع العربي :
العين فيها سحر هاروت

نجلا تزيد المغرم جنان
 .....

والخد فيه الورد والتوت
لون الشفق وقت المسيّان
مسيّان : وقت المساء 


وختم الخاطري قصيدته بقوله :
يا بلسم جروحي المنعوت

دنياي تحلا بك وتزدان
 .....
أنته الهنا والشرب والقوت
والعمر قبلك كّن ما كان  
==========
 وفي الختام أرحب بأسئلة قراء مدونة (لغويات العطيّات) اللغوية على البريد الآلي mohsentabuk@gmail.com


الاثنين، 5 فبراير 2018

أيموجي

هل سيعود العالم للغة الرُسيمات ؟

هذا الذي يعتقده الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي حيث يقول أن أول لغة كتبها الأنسان لم تكن كتابة بحروف أبجدية وأنما كانت رُسيمات صغيرة تدل على شأن الأنسان وما كان يحيط به من أشياء أو عناصر أو مظاهر طبيعية أو تصوير لأفعاله اليومية.
وتعتبر اللغة الهيروغليفية واللغة الصينية من اللغات التي أستعملت الرُسيمات وتراكيبها وأصبحت أسلوبهما في الكتابة وتبلغ عناصر اللغة الهيروغليفية الأساسية حوالي 2000 رُسيمة أما اللغة الصينية فان رُسيماتها الأساسية تجاوزت 6000 رُسيمة وفي المعجم الصيني الشامل (طباعة جامعة بكين الوطنية 2006) نجد هناك حوالي  97000 رُسيمة.

سأعطيكم مثلا للغتين السابقتين وهي الرُسيمة الدالة على البحر
ولاحظوا التشابه الكبير في الرُسيمة بين اللغتين (أنظر الرسمة المرفقة -أضغط عليها لتكبيرها). 


وفي عصرنا الحاضر أنتشرت لغة المصورات الصغيرة (الرُسيمات) التي تدل على المقصود فمثلا وضع "الكأس المكسور" دليل على هشاشة المحتوى ، وضع كوب يخرج منه بخار يدل على مقهى ، رمز الطائرة يدل على أتجاه المطار وفي علم المرور السيارات وضبط سلوك قادتها نجد العشرات من العلامات المرورية والتي لها معان محددة وفي السنوات العشر الماضية ظهرت لغة الأيموجي والتي تعبر عن حالة الأنسان والأشياء الرئيسية التي في محيطة ويعتقد خبراء التقنية أن عدد عناصر الإيموجي سيتجاوز 100 ألف رسيمة في خلال العقد القادم وهي لغة ليس لها (لفظ) وأنما بدلالات الرُسيمة يفهما تقريبا كل البشر