السبت، 4 أبريل 2020

بين (هاف) و (عنترناش)

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن فترة الستينيات والسبعينيات الميلادية كانت فترة ذهبية لمهربين الدخان -السيجار (وأسمه أيضا المخزي) . وكان المهربون يعتمدون على سيارة نقل ممتازة أسمها هاف وهي سيارة نقل موديل 66 من أنتاج شركة فورد أسمها Harvester هارفستر -فأختصروا أسمها إلى (هاف)
يقول العطيات وكان (الهاف) يساق إيضا مهورا للفتيات حيث ورد في قولهم “مهرها هاف وعشر الاف”. العتيبي وثق لنا أن مركزا للتهريب لا بد من المرور به هو مركز الكبريت استعدادا لمطاردة حامية لا يفوز بها الا الهاف قال بندر بن سرور العتيبي:
مركز الكبريت لازم يسهجن له
يسهجن له مقفيات ومقبلاتي
ليا نهمت (الهاف) جاك الهاف كله
كنه يشرب من غراش المسكراتي
من يلوم (الهاف) جعله فدوةٍ له
جعل يفدنّه غنادير البناتي
ويقول آخر :
هيا تراني للمسيره تعزمت … من شان حالك يا بعيد المدالي
اركب على (الهاف) الحمر لا تندمت … ندور ريعان الهوا بالشمالي
ما دام تسهر لاخر الليل ما نمت … من جادل تشدا لريم الغزالي
ولضبط المهربين ومطاردتهم أخذ سلاح الجمارك بأستيراد سيارة نقل جديدة من نفس شركة فورد بل وأقتصر توريدها حصرا للجمارك أسمها انترنشنال Ford International حيث تحولت لفظة (أنترنشنال) وسارت على الألسن على نحو (عنترناش)
ولقد أبلى (العنترناش) بلاءا حسنا فكان بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بالتهريب وفي ذلك قال الشاعر أبن دومان :
يا هل الهافات (عنترناش) جاكم
واعنى من صادفه بأرضٍ خليّه
لعنبوكم هونوا جاكم عناكم
جاكم الموت الحمر ماهي زريّه