الاثنين، 27 نوفمبر 2017

المقاول بين زمانين

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن لفظ (المقاول) في الزمن الحاضر يطلق على كل من يتولى الأشراف على البناء فهو يتدبركل ما يحتاج البناء من عمال ولوازم وخلافه.
أما في الزمن الغابر فأن (المقاول) هو كل من يخلف الملك أذا غاب ويقوم على تصريف شئون الرعية حتى يعود الملك ثم أطلق اللفظ فيما بعد على كل نائب للملك وهو المقصود في قول أبي طالب بن عبدالمطالب آل هاشم : 

ولما رأيت القوم لا وّد فيهمُ...وقد قطعوا كل العرى والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى... وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة ... وأبيض عضب من تراث (المقاول)
وأحضرت عند البيت رهطي وأسرتي ...وأمسكت من أثوابه بالوصائل

 
 
قلت الوسائل هي جمع وسيلة وأصل الوسيلة هي قربة الماء يحملها المسافر ومن معانيها ‘يضا المنزلة عند الملك

(وقوله) : ب(سمراء سمحة) : أي القناة الت صنعت من شجر السمر تسمح بالانعطاف عند هزها
العضب : القاطع ، ومنه قولهم الأعضب لمن قطعت يده
الوصائل : ثياب حمر فيها خطوط كان البيت العتيق يكسى بها.

والقصيدة هي لامية لإبي طالب فحينما طلبت منه قريش  تسليم محمد صلى الله عليه وسلم ليقتلوه ويتخلصوا من شره فلما أبى تعاهدت قريش على المقاطعة الكاملة لإبي طالب ومن ناصره بل وأرغموهم بالخروج من محيط مكة إلى أحد شعابها (شعب بني طالب) وأستمرت المقاطعة الأجتماعية والأقتصادية 3 سنوات فأشتد بهم البلاء فقال تلك القصيدة والتي تعتبر من عيون الشعر العربي